الخليل: تحلّ اليوم، الذكرى الأولى على استشهاد أيقونة النضال الشعبي شيخ المسافر سليمان الهذالين، والذي إرتقى دهساً من قبل قوات الاحتلال في مسافر يطا جنوب الخليل في مثل هذا اليوم 17 يناير/ كانون الثاني من العام الماضي، بعد 30 عاما من النضال ومقارعة الاحتلال.
واستشهد المسن سليمان الهذالين متأثراً بجراحه الخطرة التي أصيب بها عند مدخل قرية أم الخير بمسافر يطا جنوب الخليل بعد دهسه بمركبة تابعة لقوات الاحتلال، حيث أصيب بالرأس والصدر والبطن والحوض، وأدخل إلى مستشفى الميزان في الخليل لتلقي العلاج، قبل أن يرتقي شهيدا.
وعرف عن الهذالين مشاركته وحضوره الدائم في الفعاليات الشعبية بجنوبي الخليل بشكل خاص، وفي أنحاء الضفة عامة، رفضا للاستيطان والاحتلال، واشتهر بمقارعته الجنود الإسرائيليين رافعا عصاه وعلم فلسطين.

وفي مشهد نادر منذ سنوات، شارك آلاف الفلسطينيين بينهم ممثلون عن كل القوى والفصائل، في تشييع جثمان الهذالين، ضمن مسيرة راجلة لمئات الأمتار بمحاذاة مستوطنة "كرمئيل"، التي طالما شكل وجودها وجعا للشهيد.
ومن داخل المستوطنة، وقف جنود الاحتلال ومستوطنون يراقبون موكب التشييع ويصوّرون المشهد،بينما رفع المشاركون خلال التشييع علم فلسطين، اقتداء بالشهيد في حياته.
وكان الشهيد يسكن خربة "أم الخير"، وهي قرية صغيرة تضم مجموعة مساكن بدائية يهدم الاحتلال أي إضافة عليها، ولا يفصل بينها وبين المستوطنة سوى أسلاك شائكة.
وأُجبرت عشيرة الهذالين، التي ينتمي إليها الشهيد، على الهجرة من منطقة "عراد" في النقب إبان النكبة، فهاجر عيد الهذالين (والد الشهيد) واستقر شرقي بلدة يطا، واشترى أرضا ليقيم فيها، لكن الاحتلال لاحقه ليسلبه بعضها بإقامة مستوطنة على جزء منها.
ووجد سليمان نفسه، مضطرا للدفاع عن وجوده والتصدي لمشروع الاستيطان الإسرائيلي الجديد الذي يهدد ما تبقى من الأرض، ولا سيما مستوطنة "كرمئيل".
