اليوم السبت 15 فبراير 2025م
بالصور || اعتقال فلسطيني بزعم تنفيذ عملية طعن شمال جنينالكوفية مستوطنون يعتدون على المواطنين بالأغوار الشماليةالكوفية الاحتلال يواصل إغلاق مدخل قرية المنشية جنوب بيت لحم لليوم الخامسالكوفية الصفدي: قادرون على إعادة إعمار غزة دون تهجير أهلهاالكوفية الاحتلال يفرج عن الدفعة السادسة من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النارالكوفية بالصور || المقاومة تفرج عن 3 إسرائيليين في خان يونسالكوفية 270 ألف سوري عادوا لوطنهم منذ الإطاحة بالأسدالكوفية سيارات الصليب الأحمر تغادر ساحة التسليم باتجاه قاعدة رعيم العسكرية المحاذية لقطاع غزةالكوفية المقاومة الفلسطينية تسلم للصليب الأحمر 3 أسرى إسرائيليين ضمن الدفعة السادسة لصفقة التبادل مع إسرائيلالكوفية انتهاء مراسم تسليم الأسرى الإسرائيليين الثلاثة إلى الصليب الأحمر في خان يونسالكوفية بالأسماء.. أبرز أسرى المؤبدات الذين سيفرج عنهم الاحتلال اليومالكوفية تشييع الشهيد أحمد بشكار في نابلسالكوفية فرق الصليب الأحمر تصل إلى خان يونس لتسلم الأسرى الإسرائيليين الثلاثةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بيت لحم وتداهم منزلين لأسيرينالكوفية الأمم المتحدة: مستويات غير مسبوقة من التهجير بـ"الضفة"الكوفية الطقس: أجواء غائمة جزئيا وارتفاع طفيف على درجات الحرارةالكوفية خلال لقاء مع هاليفي.. 4 جنديات محررات تنتقدن الجيش الإسرائيليالكوفية استطلاع رأي يوضح.. هل يؤيد الإسرائيليون استمرار صفقة غزة؟الكوفية عدوان الاحتلال على مدينة ومخيم جنين يدخل يومه ال26الكوفية الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمهاالكوفية

مأزق اللحظة للأطراف العربية ...!

10:10 - 14 فبراير - 2025
أكرم عطا الله
الكوفية:

لأن أقصى الوضوح هو الغموض فقد نثر ترامب ما يكفي من الوضوح للحد الذي أربك المنطقة والعالم، وأدخل الجميع في حالة من فوضى التحليلات والتقديرات، فهل ما يقوله حقيقي أم أن الرجل يلقي الكلام بلا حساب أم أن تاجر العقارات ينشر كلاماً لإتمام صفقة أو للمساومة ؟.
فلم يتوقف الرجل عن إلقاء القنابل وتفجير المواقف تاركاً تساؤلات مفزعة للكثير من الدول، ليس آخرها ما يقوله عن خطط تهجير الفلسطينيين.
أما حول الملف الفلسطيني فلم يكن الأمر يحتاج إلى كثير من التفسير لمعرفة ماذا يقصد الرجل وإذا ما كان جاداً أم ساخراً، وذلك لسبب بسيط أن كل ما صرح به هو نتاج عملية شحن لعقله يقوم بها بنيامين نتنياهو.
لكن في كلامه الذي لا يتوقف ما ينزع صواعق تفجير جديدة من خلال إعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل للذهاب بعيداً في الجنون، إذ يقول الصحافيون في إسرائيل إن الحكومة الإسرائيلية التي كان رئيسها قد نسق كلام الرئيس الأميركي عن إنذار السبت لكنها فوجئت من سخاء ترامب الذي شطح أبعد مما حلم نتنياهو عندما أنذر حركة حماس على نمط  الكاوبوي بإطلاق سراح جميع الأسرى دفعة واحدة، ولولا تواضع نتنياهو الذي قبل باستمرار عملية التبادل بصيغتها التي تم الاتفاق عليها لانهارت الصفقة.
لم يعد في الأمر ما يثير الاطمئنان حين يدير السياسة رئيس لا يمكن اتهامه بالعقلانية أو السوية السياسية فهو أبعد عن ذلك. فالرجل ليس عاقلاً ولا سوياً بالمعنى النفسي.
لذا فهو يشكل خطورة على الاستقرار العالمي فقد فتح حروباً متعددة منذ اللحظات الأولى لتسلمه المفاتيح. وها هو يعلن حربه على العرب ليس فقط بسبب الدعوة لتهجير الغزيين بل وبمحاولة إرغام مصر والأردن على قبولهم واقتطاع مساحات من أراضيهم لتسكينهم وهو ما دعا الملك الأردني وهو يتعامل مع حالة مختلة يتم تلقينها وتلك النوعيات لا مجال لمناقشتها للإشارة إلى خطة مصرية تتعلق بإعمار غزة دون ترحيل أهلها كان يفترض أن يناقشها الرئيس المصري مع ترامب قبل أن تتعثر الزيارة.
بات ديفيد برنياع رئيس المخابرات الإسرائيلية الذي سئم من ألاعيب ومناورات نتنياهو وسئم من استخدامه أضيف ترامب لكوابيسه ليصبح قلقاً ليس من المرحلة الثانية التي كان يجب أن يبدأ التفاوض حولها الأسبوع الماضي، لكنه أصبح قلقاً على مسار المرحلة الأولى التي بدت على شفا الانهيار ليعطي تعليماته بالحرص على استمرارها وهو واثق بأن بنيامين نتنياهو والجوقة المحيطة به تدفع باتجاه التخريب.
فلم تلتزم إسرائيل بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في المرحلة الأولى؛ البروتوكول الإنساني والخيام والبيوت الجاهزة والمعدات الثقيلة لإزالة الركام والبحث عن جثث الشهداء والمعدات الطبية ما دعا أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام ليرسل إشارته بوقف عملية التبادل في محاولة للضغط على الوسطاء لإلزام إسرائيل التي تلقت ريح إسناد عالية لتخريب الاتفاق.
التقدير الذي تبلور لدى حركة حماس في الآونة الأخيرة بعد بدء تنفيذ الاتفاق بأن هناك كميناً أعد لها بأن إسرائيل تريد أسراها الأحياء لتستكمل حربها للقضاء على الحركة، وبهذا تكون قد فرطت بأهم ورقة يمكن من خلالها أن تساوم لوقف الحرب، وهذا بدا واضحاً من خلال سيل التصريحات التي تنطلق من تل أبيب وواشنطن من أعضاء حكومة نتنياهو وقادة حزب الليكود وترامب نفسه ومساعديه الذين لا يتوقفون عن تهديد حماس والعمل على القضاء عليها.
عندما وقعت حماس الصفقة كان لديها ولدى الوسطاء قناعة بأن صفقة واحدة توقف الحرب لا يمكن إتمامها، لذا تولدت فكرة مرحلة الاتفاق على أمل أن يفتح طريقاً لوقف الحرب وبعد الاتفاق يكون الرئيس ترامب الذي لا يريد استمرار الحرب قد دخل البيت الأبيض وربما يساعد ذلك لإنشاء ظروف تؤدي لنهاية هذا الكابوس، لتكتشف الآن أن الأمر غير ذلك بل مجرد خدعة تدفع فيها ما تملكه من أصول «الأسرى».
وهنا مأزق جديد يجعل من تراجعها مكلفا واستمرارها أكثر كلفة ومع الحديث عن التهجير والتهديد والحرب السياسية التي يقودها ترامب تبدو الأمور معقدة.
أغلب الظن أن المرحلة الأولى من الصفقة ستمر، لكن المرحلة الثانية والتي لدى الأطراف أيضاً مصلحة باستكمالها يشوبها قدر من الغموض يعكسه تهرب نتنياهو من الدخول بمفاوضاتها وتخفيض مستوى وفد إسرائيل للتفاوض بشخصيات أقل أهمية لا تملك أي صلاحيات ومؤشرات عديدة تعكس النوايا الإسرائيلية رغم صعوبة تهرب نتنياهو باعتبار المرحلة الثانية يجري فيها تبادل العسكريين وتلك معضلة له، فمن الصعب نظرياً التفريط بهم رغم قدرته العالية على خداع الجميع كما فعل طوال الأشهر الماضية.
ترامب الذي ينسب له نجاح الصفقة هو نفسه الذي سينسب له تخريبها، لما يوفره لنتنياهو من دعم أكثر من الذي يطلبه أو الذي يتلقنه وهو ما يعكسه الشعور بنشوة الإسرائيليين يقابلها توتر قلق لدى العرب كان نموذجه لقاء الملك عبد الله بالرئيس الأميركي، هذا الشعور على الجانبين لا يبشر وإن كان المأزق الأكبر هو لدى حركة حماس. 

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق