اليوم الجمعة 22 نوفمبر 2024م
عاجل
  • الشرطة البريطانية: فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن ونفحص جسما مشبوها قربها
الشرطة البريطانية: فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن ونفحص جسما مشبوها قربهاالكوفية الصين تدعو «الجنائية الدولية» لاتخاذ موقف «موضوعي» بشأن مذكرة توقيف نتنياهوالكوفية تطورات اليوم الـ 413 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية كاتس: من غير المناسب أن تستخدم إسرائيل خطوة خطيرة مثل الاعتقالات الإدارية والأمنية ضد المستوطنينالكوفية إسرائيل تخشى الحرب في الشتاءالكوفية تيار الإصلاح: قرار «الجنائية الدولية» بحق نتنياهو وغالانت يصوب مسار العدالة الدوليةالكوفية الاحتلال يعطل عمل الدّفاع المدني شمالي قطاع غزة لليوم الـ 31 توالياالكوفية مراسلنا: طيران الاحتلال المروحي يطلق نيران أسلحة الرشاشة تجاه المناطق الشرقية لمخيم جباليا شمال قطاع غزةالكوفية الأمم المتحدة تحذر من توقف إمدادات الغذاء في غزةالكوفية اشتباكات ومواجهات مع قوات الاحتلال في نابلسالكوفية قصف جوي ومدفعي وإطلاق على مدينة رفح جنوب قطاع غزةالكوفية طائرات الاحتلال تشن سلسلة غارات على مخيم جباليا شمال غزةالكوفية "أونروا": 80% من قطاع غزة مصنف عالي الخطورةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم البلدة القديمة في مدينة نابلسالكوفية 17 شهيدا في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة خلال هذه الليلةالكوفية اشتباكات مسلحة بين مقاومين وقوات الاحتلال خلال اقتحام البلدة القديمة في نابلسالكوفية قوات الاحتلال تقتحم دوار الشهداء وسط مدينة نابلسالكوفية جيش الاحتلال: رصدنا 5 صواريخ أطلقت من لبنان باتجاه خليج حيفا تم اعتراض بعضهاالكوفية بايدن: قرار الجنائية الدولية بإصدار مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت "أمر شائن"الكوفية حزب الله اللبناني يستهدف تجمعات لجيش الاحتلال بالمسيّرات والصواريخالكوفية

الممكن والمحظور في الصراع مع إسرائيل

15:15 - 06 نوفمبر - 2024
أشرف العجرمي
الكوفية:

عندما نسمع أحياناً تصريحات لبعض القادة الفلسطينيين والعرب وقادة من إيران وغيرها تتحدث عن القضاء على إسرائيل أو هزيمتها بالضربة القاضية، نشعر بأن هناك أناساً خارج عملية فهم السياقات التي تحكم النظام العالمي الذي لا تزال القوى الغربية تتحكم فيه. ومن يرفع شعار القضاء على إسرائيل وتدمير الدولة لا يعي أن حتى الحديث هذا لا يمكن للغرب قبوله والتسليم به، وهو من الناحية الفعلية غير ممكن وغير قابل للتحقيق في الظروف الراهنة، ليس فقط بسبب قوة إسرائيل باعتبارها تمتلك آلة عسكرية رهيبة ومتطورة وتمتلك سلاحاً نووياً يمكنها استخدامه عند التعرض لخطر وجودي، وإنما أيضاً بسبب مكانة ودور إسرائيل في حماية والدفاع عن المصالح الغربية في منطقة الشرق الأوسط.
الحديث المتكرر عن القضاء على إسرائيل لا يتعدى كونه مجرد شعارات لا معنى لها، وحتى فكرة الهزيمة الساحقة لها تبدو مجرد أحلام لا علاقة لها بالواقع. والنصر والهزيمة مرتبطان بعناصر القوة المختلفة وبالظروف المساعدة التي يمكنها المساهمة في تغيير موازين القوى. ونحن اعتدنا على سماع هذه الشعارات منذ اليوم الأول لإقامة دولة إسرائيل والاعتراف بها دولياً، والنتيجة الفعلية هي أن إسرائيل تقوى وتتمدد على حساب العرب وعلى حساب الشعب الفلسطيني. هذا لا يعني أن إسرائيل غير قابلة للهزيمة، ولكن هناك حدوداً لما يمكن النظام العالمي الغربي أن يتحمله في مضمون هزيمة إسرائيل. والتاريخ يشهد على خسارة إسرائيل وهزيمتها في سيناء عام 1973 في خط بارليف على الجبهة الشرقية من قناة السويس. وهزيمتها التي تسنت في حروب الاستنزاف في أكثر من جبهة وخاصة في جنوب لبنان، واضطرارها للانسحاب تحت ضغط المقاومة. ويمكن قول الشيء نفسه عن اضطرار إسرائيل للانسحاب من جانب واحد من قطاع غزة في عام 2005.
الفكرة الجوهرية هنا أنه يمكن هزيمة إسرائيل بالنقاط ولكن ليس بالضربة القاضية، وغير مسموح لأي قوة إقليمية أن تهزم إسرائيل بصورة كاملة تؤدي إلى انهيارها أو ضعفها بصورة كبيرة. فالولايات المتحدة بكل إداراتها تتبنى سياسة تمثل سياسة الدولة العميقة، وتتجلى في التأكيد المستمر قولاً وعملاً على الدفاع عن إسرائيل وحمايتها، وأيضاً ضمان تفوّقها على أية قوة إقليمية في المنطقة، وهذا معناه أن تقوم الولايات المتحدة بالتدخل وقت الضرورة لضمان تفوق إسرائيل وعدم تعرضها للهزيمة التامة. وهي في هذا السياق مستعدة لتوفير جسر جوي لإمداد إسرائيل بالعتاد والسلاح. هذا حصل في حرب أكتوبر عام 1973 وفي الحرب الحالية التي تخوضها ضد غزة ولبنان، بل إن أميركا أرسلت حاملات الطائرات والقطع البحرية المختلفة وحتى قوات مسلحة مع منظومات صواريخ للدفاع عن إسرائيل ومساعدتها في مهاجمة خصومها وأعدائها.
من هنا، يبدو أن قادة حركة حماس لم يستوعبوا حدود المسموح والممنوع مع إسرائيل والغرب، وقاموا بهجوم السابع من أكتوبر الذي شكل خرقاً للخطوط الحمر من وجهة نظر إسرائيل والغرب. ربما لو اقتصر الهجوم على القواعد العسكرية وكان الأسرى والمحتجزون الذين تم جلبهم إلى غزة من جنود وضباط الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، لكان رد الفعل الإسرائيلي أخف وطأة، ولكن في كل الأحوال لم تكن إسرائيل لتتسامح مع الهجوم على ما تعتبره أراضيها السيادية ومحاولة احتلالها واحتجاز مواطنيها، أي أن هذه المغامرة لم تكن محسوبة العواقب لا في التفاصيل ولا على المستوى الاستراتيجي، وتنم أساساً عن عدم قراءة دقيقة ومنطقية للواقع إقليمياً ودولياً.
نحن الآن ندفع ثمناً باهظاً وغير مسبوق على مستوى العالم نتيجة لارتكاب أخطاء قام بها شخص أو مجموعة لاعتبارات قد تكون شخصية أو أيديولوجية غير واقعية، وهذا للأسف يتكرر في عدم تقدير الموقف بصورة صحيحة، ليس فقط في هجوم السابع من أكتوبر بل وقبل ذلك في الانتفاضة الثانية، وفي الحالتين ذهبنا إلى المربع الذي تتفوق فيه إسرائيل ولم نحاول التركيز على نقاط الضعف لديها، مع العلم أم ما يمكن أن يؤثر بصورة كبيرة على الموقف الإسرائيلي من خلال ضغوط داخلية وخارجية هو الكفاح الشعبي واسع النطاق على غرار ما حصل في الانتفاضة الشعبية الأولى.
المقاومة المسلحة في الظروف الراهنة غير مجدية ومكلفة جداً على المستوى الشعبي الفلسطيني، لأن حرب العصابات لها شروط، منها القاعدة الآمنة التي تشكل المنطلق للعمل العسكري ومركز الاسناد والدعم، عدا طبعاً عن المناطق المناسبة للعمل بعيداً عن التجمعات السكنية التي يجب إبعادها عن الأذى. وهذا لا يتوفر لدينا. وبالتالي المحاولات المتكررة لعمل عسكري لا تتوفر له شروط النجاح هي ضرب من الخسارة المؤلمة التي لا مبرر لها إطلاقاً. فالعالم أجمع يدعم حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، ويجب أن نحسن مخاطبة المجتمع الدولي بلغة يفهمها وتوفر لنا المزيد من الدعم. والمقاومة الشعبية يمكنها أن تسمح لنا باختراق جدي داخل المجتمع الإسرائيلي على عكس العمل العسكري، وخاصة الموجه ضد المدنيين الذي يوحد إسرائيل ويساهم في تعزيز قوة المعسكر اليميني العنصري المتشدد.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق