القدس المحتلة - أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة لم تقتصر على المجازر الدموية التي حصدت أرواح أكثر من 48,000 شهيد وشهيدة وأسفرت عن إصابة ما يزيد على 111,000 فلسطيني وفلسطينية وتدمير البنية المدنية بشكل شبه كامل منذ أكتوبر 2023، بل امتدت إلى مستوى لا يقل خطورة يتمثل في الاختفاء القسري لآلاف المدنيين من ابناء شعبنا، وهي جريمة ترتقي إلى تطهير عرقي يستهدف محو الوجود الفلسطيني وإرهاب المجتمع برمته.
وأوضح دلياني أن الاختفاء القسري للمدنيين من ابناء شعبنا هو جزء أصيل من استراتيجية الابادة الإسرائيلية الرامية إلى زعزعة النسيج المجتمعي الفلسطيني، وتجريد العائلات من أبسط حقوقها في معرفة مصير أبنائها. وأشار إلى أن هذا المخطط الإجرامي يتم عبر الاعتقالات الجماعية العشوائية، والإعدامات الميدانية، ودفن الضحايا تحت أنقاض الأحياء السكنية التي دمرتها آلة القتل الإسرائيلية، في إطار سياسة اجرامية تحاول طمس كل أثر للحياة الفلسطينية في غزة.
وأكد دلياني أن التقارير الحقوقية الدولية المستقلة توثق اختفاء ما يقارب من 20,000 مدني/ة فلسطيني/ة، بينهم أعداد كبيرة من الأطفال، وسط صمت دولي مخزٍ يرقى إلى التواطؤ. وأشار إلى عدد لا يستهان به من هؤلاء يتم اختطافهم من قِبَل قوات الاحتلال ويقبعون في مراكز اعتقال علنية وسرية، حيث يتعرضون لأبشع أشكال التعذيب ويحرمون من التواصل مع عائلاتهم أو الحصول على أي تمثيل قانوني، في انتهاك صارخ لكل المواثيق الدولية.
وأضاف دلياني أن الاحتلال الإسرائيلي بلغ مستويات غير مسبوقة من الوحشية في تعامله مع جثامين المختطفين من ابناء شعبنا الذين يرتقون شهداءاً في مراكز الاعتقال والتعذيب، حيث كشفت تقارير دولية عن إقدام سلطات الاحتلال على تسليم جثامين الشهداء في حاويات نقل عبر معبر كرم أبو سالم، في مشهد يفضح جرائم الإعدام في المعتقلات والإعدام الميداني ويطرح تساؤلات قانونية وأخلاقية عميقة حول مصير اهلنا الذين جرى اختطافهم من قبل قوات الاحتلال.
وأكد دلياني أن "هذه الجرائم تضرب في صميم المبادئ التي يفترض أن يقوم عليها النظام الدولي. فعندما يتم تسليم جثامين ابناء شعبنا في شاحنات تجارية، وعندما يُجبر أهالي المُختفين قسراً على البحث بين الأشلاء لمعرفة مصير أحبائهم، فإننا أمام عملية إبادة متعمدة، مدعومة بصمت دولي مخزٍ يرقى إلى درجة الاشتراك في الجريمة."
وفي ختام تصريحه، شدد دلياني على أن اختفاء آلاف المدنيين من ابناء شعبنا في غزة هو جريمة إبادة متعمدة تهدف إلى محو كل أثر للحياة الفلسطينية في القطاع. وأضاف أن "تقاعس المجتمع الدولي عن اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف هذه الجرائم لن يكون مجرد إخفاق سياسي، بل وصمة عار أخلاقية ستلاحق هذا العصر، حيث تنتصر شريعة الغاب على العدالة، ويتحول الصمت الدولي إلى شريك مباشر في الإبادة الجماعية التي تمارسها دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبنا."